السبت، أكتوبر 31، 2015

افكار ضد الحرب (14)


"قبل اسبوع"
مدينة يمنية...يتحول سكانها،جميعهم - باستثناء- الاطفال الى فئران!.
"اليوم"
موجة التحول الى فئران تجتاح اليمن...والامم المتحده تجمد عضويتها...وتصنفها كأول مستعمرة فئران في العالم، وتدعو الى حماية الاقلية البشرية هناك.
"قبل شهر ،من كل هذا"
*** في يوم ما :
- ايها الفأر الاصلع
هكذا رحبت بي امل ابنه صديقي ،ذات الخامسه،بطريقه مبتكره على غير العاده...وضحكت بعمق...انه التلفزيون ...منح الاطفال صور تخيلية خصبه...فيسقطونها بدورهم على الواقع.
**** في يوم آخر :
في عيادة الاسنان... قالت لي طفله...تجلس بجواري...وهي تشيره الى ورقه في يدها:
- انا رسمت هذا
- يا سلام...تجنن...ما اسم هذا الفأر الجميل؟
- الدكتور ياسر
لم يكن الدكتور ياسر سوى ...طبيبنا المعالج...ابتسمت...بالتأكيد مرت بتجربه علاجيه قاسية...حفزت فيها هذا الانتقام...فسخطته فأر
****وفي يوم آخر
- هلى ترى انسان حولنا؟
-اممممممم
-هذا؟
-فأر
-صح...وهذا؟
-فأر
-صح...وهذه؟
-فأره
اثار فضولي هذا الحوار اللغز...بين الرجل الذي يفترش رمل الشاطئ وابنه الصغير....اقتربت....ابتسم لي...مد يده مصافحا :
- هل تلعب معنا " فأر/انسان"...بالتأكيد لا تعرف اللعبه...انا وابني محمد اخترعناها...وحكى لي ...ان ابنه ذو السابعه...يعتقد بشكل قاطع...اننا جميعا فئران...وان هناك فقط عدد محدود للغاية...هم بشر!!!
وواصل:
- ولان الحرب...جعلتني عاطل...فقد خطرت لي فكرة...تحويل تصور محمد الى لعبه...نقطع بها الوقت...والفوز في هذه اللعبه هو في قدرتك على تخمين اجابات صحيحه حول هوية الشخص المشار اليه..فأر او انسان.
واكمل بشكل جاد:
- انا اتوقع مع تكرار مرات اللعب ...انني سأصل الى استنتاجات مهمه...تفسر سر الفئران في مخيلة محمد
واصر على اخذ ايميلي...ليرسل لي بهذه الاستنتاجات ..حين الوصو اليها.

"قبل اسبوع"
مدينة يمنية...يتحول سكانها،جميعهم - باستثناء- الاطفال الى فئران!
خبر تم تداوله بشكل موثق على نطاق واسع
وبدأت ادخل في نوبات صراخ هستيري متواصله:
- انا فأر....بالتأكيد هذه مزحه...لماذا فأر بالذات..لماذا؟؟!
"اليوم"
خبر عاجل....(موجة التحول الى فئران تجتاح اليمن...والامم المتحده تجمد عضويتها...وتصنفها كأول مستعمرة فئران في العالم، وتدعو الى حماية الاقلية البشرية هناك.)
لقد استسلمت للامر بهدوء وسكينه...ذهب جنون الصدمه الاولى...الكثير من اصدقائي...تحولوا...اصبح يكسو اجسادهم وبر نتن...ويجرون ورائهم اذيال طويله ومقززه...لقد اعتدت على اشكال الفئران...وبدأت انتظر تحولي الى فأر...المرايا تغطي جدران غرفتي...وكل نصف ساعه...اتفحص جسدي العاري...من اين سيطل جسد الفأر هذا ياترى؟

"الان"
وصلني ايميل من مخترع لعبة " فأر/انسان"...هل تذكرونه...اقرأوا معي:
عزيزي صدام
لقد توصلت الى استنتاجات هامه...بخصوص ما يحدث اليوم
كما وعدتك..سيسعدني مشاركتها معك :
(1)
الاطفال وحدهم يرون بعين الله
لذا وحدهم استطاعوا رؤية حقيقتنا...حقيقة اننا فئران
(2)
الدول التي تنتج الحرب...وتستثمر في اشعال الحرائق...وتكرار ميلاد الازمات...تتحول شعوبها الى فئران!!!
الحرب تنسف طاقات الانسنه في اعماقنا...فتصاب بالضمور افكار الحياة والتعايش والجمال والخيال
(3)
الفئران كائنات فوضوية...تمتهن الدمار والعبث...بتلقائية مستفزه
"اليس نحن ايضا كذلك...لا تقللي بانك لم تكسر حنفية ماء عمومية...بتعمد مقرف...او لم تلقي قمامتك في وسط الشارع...بلا مبالاه..ولم تتصرف كفأر امام خزينة المال العام"
كنا فئران سلوكيا...فقط كان ينقصنا الشكل...وهذا ما حدث اليوم...ارجوك لا تتصور ان هذا سخط او عقاب الهي...هذه خرافه شائعه...فقط انه نوع من التماهي...وصل الى حد التماثل...فتحورت جيناتنا في هذا الاتجاه.
(4)
هذه ليست المرة الاولى....حدث مثل هذا التحول من قبل...عند انهيار سد مأرب...لقد وقف فأر...خلف هذا الانهيار...هكذا تروي الاسطوره
بالتأكيد نحن اليوم...نعرف هوية ذلك الفأر...وعلينا ان ننتظر الانهيار الثاني
(5)
الذين مازالوا بشريين تماما...هم فقط...الاطفال...والذين امنوا بالسلام...وظلوا يصرخون دوما:
اوقفوا الحرب

ليست هناك تعليقات: